قراءة في كتاب عَلِّمْهُ البَيَان للدكتور رمزي بن عبد المجيد الفقير: رؤية تربوية لبناء الطفل المسلم

يُعد كتاب “عَلِّمْهُ البَيَان” للدكتور رمزي بن عبد المجيد الفقير أحد الكتب التربوية الحديثة التي تسعى إلى تقديم منهج عملي لبناء شخصية الطفل المسلم في بيئة متوازنة تجمع بين القيم الإيمانية والمهارات اللغوية والمعرفية. ويأتي الكتاب في وقت تتزايد فيه حاجة الأسر العربية إلى مراجع موثوقة تساعدهم على تنشئة جيل قادر على التفكير السليم والتعبير الواعي.
فكرة الكتاب وأهدافه
يرتكز الكتاب على مبدأ مهم وهو أن تنمية القدرة على البيان والتعبير ليست مجرد مهارة لغوية، بل هي عملية تربوية شاملة ترتبط بتكوين الشخصية، وتثبيت الهوية، وتعزيز التواصل الفعال لدى الطفل.
ويهدف المؤلف إلى:
- غرس حب اللغة العربية في نفوس الأطفال.
- بناء مهارات التفكير والتأمل والربط بين الأفكار.
- مساعدة الآباء والمربين على تعليم الأبناء التعبير السليم عن مشاعرهم وأفكارهم.
- وضع خطوات عملية يمكن تطبيقها في البيت والمدرسة دون تعقيد.
منهجية المؤلف في معالجة الموضوع
يعتمد الدكتور رمزي الفقير على أسلوب يجمع بين الرؤية الشرعية والممارسات التربوية الحديثة. فالكتاب يستدل بالقرآن والسنة في بيان أهمية الكلمة الطيبة والتعبير الهادف، مع الاستفادة من أحدث النظريات في مجالات التربية وعلوم اللغة.
وتتميّز منهجيته بـ:
- الاعتماد على أمثلة حياتية قريبة من الطفل العربي.
- الابتعاد عن التنظير المعقّد والتركيز على خطوات قابلة للتطبيق.
- دمج الجانب العاطفي مع القيمي واللغوي لبناء شخصية متوازنة.
- تقديم نموذج تربوي إسلامي معاصر يناسب الأسر في العصر الرقمي.
أبرز المحاور التي يتناولها الكتاب
يتطرق الكتاب إلى مجموعة مهمة من المفاهيم، ومنها:
1. أهمية البيان في تشكيل وعي الطفل
يبين المؤلف كيف تؤثر اللغة على طريقة إدراك الطفل للعالم وفهمه للمعاني والقيم.
2. دور الأسرة في تعزيز القدرة التعبيرية
يقدم نصائح عملية للحوار مع الأطفال بطريقة تحفز التفكير وتكبر اللغة لديهم.
3. تنمية المفردات والخيال
يوضح كيف يمكن للقصص، والقراءات المشتركة، والأنشطة اليومية أن توسّع حصيلة الطفل اللغوية.
4. التربية على الكلمة الطيبة
يركز على البعد الشرعي والأخلاقي للغة، ويشرح أثر الكلمة في بناء العلاقات داخل الأسرة والمجتمع.
5. مهارات الخطاب والإقناع
يوفر تمارين وأساليب لتنمية مهارة الحديث أمام الآخرين، وصياغة الفكرة، والدفاع عنها بثقة.
لماذا يُنصح بقراءة هذا الكتاب؟
لأن الكتاب يجمع بين العلم الشرعي والتربية الحديثة في قالب مبسط يناسب:
- الآباء والأمهات
- المعلمين والمعلمات
- المهتمين بتطوير مهارات أطفالهم
- المربين في الحضانات والمدارس الشرعية
إنه دليل عملي يساعد على خلق بيئة لغوية صحية تُخرج طفلًا واثقًا، متوازنًا، قادرًا على فهم ذاته والتعبير عنها بلغة راقية.
